تتشعب تخصصات طب الأسنان، ليخدم كل فرع صحة الفم والأسنان ويوفر حلولًا طبية متخصصة وفقًا لحالة كل مريض واحتياجاته الطبية ليعود لحالته الطبيعية. حيث تشمل تخصصات طب الأسنان، طب الأسنان العام، جراحة الفم والوجه والفكين، طب اللثة، تقويم الأسنان والتعويضات السنية وغيرها من تخصصات طب الأسنان الدقيقة. من بين أهم هذه التخصصات في مجال طب الأسنان، يبرز كل من تخصص التعويضات السنية وتخصص صحة الفم، وهما تخصصان يبدوان متشابهين للوهلة الأولى، لكنهما في الحقيقة يختلفان من حيث الأهداف، والمحتوى الدراسي، والمهارات المطلوبة للعمل في كل مجال، وكذلك مكان وطبيعة العمل بعد التخرج. بين التشابه والاختلاف، دعنا نسلط الضوء على الفروق الجوهرية بين تخصصي التعويضات السنية وصحة الفم، حتى يتمكن الطالب أو المهتم بالمجال من فهم طبيعة كل تخصص واختيار الأنسب له.
تعرف على الفرق بين التخصصين: التعويضات السنية وصحة الفم
بالتفصيل.. دعنا نناقش تخصصي التعويضات السنية وصحة الفم كل على حدة، ومن ثم نناقش بيئة العمل ونقاط التشابه والاختلاف..
أولًا: تخصص التعويضات السنية
إذا فقدت سنتك أو ضرسك، إلى أي تخصص تحتاج لتعويض ما فقدت؟ وإذا كنتِ ترغبين في ابتسامة ساحرة وترميم أسنانك لهذا الغرض، إلى من تحتاجين؟
إنه تخصص التعويضات السنية، الذي يُعنى بصناعة وتطبيق التركيبات الصناعية التي تعوّض الأسنان المفقودة أو التالفة، سواء كانت ثابتة أو متحركة، بالإضافة إلى ترميم الأسنان لأغراض جمالية أو وظيفية.
يقوم المتخصص في مجال التعويضات السنية بالمهام التالية:
- تصميم وتصنيع أطقم الأسنان الكاملة أو الجزئية.
- صناعة التيجان والجسور والعدسات التجميلية (مثل الفينير).
- استعادة الوظيفة الفموية للمريض بعد فقدان الأسنان.
- تحسين الجانب الجمالي للفم والأسنان.
التعويضات السنية: المنهج الدراسي الأكاديمي
بعد حصولك على بكالوريوس طب الأسنان، يمكنك الاختيار من بين العديد من مجالات طب الأسنان للتخصص في مرحلة الماجستير، من بين تلك التخصصات، يمكنك دراسة تخصص التعويضات السنية. كما يمكنك أيضًا دراسة التعويضات السنية في تركيا في مرحلة الدبلومة سنين. حيث تقدم بعض الجامعات المميزة بعض التخصصات المهمة في مرحلة الدبلومة المهنية، ليحصل الطلاب على شهادات مهنية متخصصة بعد الدراسة لمدة عامين فقط.
لكن ماذا يدرس طالب التعويضات السنية؟
يتناول الطالب العديد من المواد الدراسية المتنوعة، تشمل عادةً مواد تتعلق بـ:
- علم المواد
- تقنيات المختبر
- تقنيات الطبعات والنماذج
- تصميم الابتسامة والجوانب الجمالية للأسنان
- خصائص المواد المستخدمة في التعويضات، مثل السيراميك، الزيركون، المعدن، الأكريليك وغيرهم.
- التصميم ثلاثي الأبعاد
- الدراسة التطبيقية لسبل استخدام الأجهزة الحديثة لصنع التعويضات السنية.
المهارات الفنية للتخصص
إذا كنت ترغب بدراسة التعويضات السنية، فلابد أن تنمي لديك بعض المهارات الفنية المتخصصة، أهمها ما يلي:
- مهارات دقيقة في التعامل مع الأدوات.
- حس فني عالٍ.
- فهم دقيق لخصائص المواد وملائمتها للحالات المرضية المختلفة.
كما يتطلب تخصص التعويضات السنية بعض المهارات الشخصية، مثل الصبر والدقة والقدرة على التعلم والتعرف المستمر على التحديثات في مجالك من خلال البحث والمشاركة في الندوات المتخصصة.
أين يعمل أخصائي التعويضات السنية؟
يعمل أخصائي التعويضات السنية غالبًا في المختبرات السنية، وفي بعض الأحيان يعمل داخل العيادات أو بالتعاون مع أطباء الأسنان لتركيب التعويضات في الفم. حيث يتعامل الأخصائي مع المرضى الذين فقدوا أسنانهم أو يعانون من مشاكل تجميلية أو وظيفية تحتاج إلى تدخل صناعي.
ثانيًا: تخصص صحة الفم
للتعرف على الفرق بين تخصصي التعويضات السنية وصحة الفم، لابد من التعرف على ماهية كل تخصص على حدة. بعد التعرف بالتفصيل على تخصص التعويضات السنية حان وقت التعرف على تخصص صحة الفم…
الوقاية من أمراض الفم والأسنان من خلال التوعية والتثقيف، وتقديم العلاجات الأولية،من اختصاص مجال صحة الفم والأسنان. حيث يقدم المتخصص الإرشادات المختلفة للحفاظ على صحة الفم والأسنان، على سبيل المثال: الطرق الأمثل للعناية بالاسنان وتنظيفها، وإزالة الجير المتراكم، وتطبيق الفلورايد، وغير ذلك من الخدمات التي من شأنها أن تحافظ على صحة الفم.
ما هي مهمة المتخصص في صحة الفم؟
تكمن مهام أخصائي صحة الفم في:
- تقديم إرشادات لتنظيف الأسنان وإزالة الرواسب الجيرية والبلاك.
- تقييم صحة اللثة وتشخيص الأمراض الفموية البسيطة.
- تثقيف المرضى حول العناية بالفم والأسنان.
- تنفيذ برامج وقائية في المدارس والمجتمعات.
- المساعدة في الكشف المبكر عن الأمراض الفموية.
صحة الفم والأسنان: المناهج الدراسية
ماذا يدرس الطالب للتخصص في مجال صحة الفم والأسنان؟
يتناول الطالب الموضوعات التالية التي تشمل:
- التشريح الفموي
- أمراض اللثة
- علم الوقاية من أمراض الفم
- طرق التوعية الصحية
ما المهارات المطلوبة للتخصص في مجال صحة الفم؟
- مهارات تواصل قوية
- قدرة على التعامل المباشر مع المرضى
- القدرة على التواصل وتوصيل المعلومات بدقة وسلاسة، للأغراض التوعوية والوقائية.
أين يعمل أخصائي صحة الفم والأسنان؟
يعمل أخصائي صحة الفم بشكل مباشر مع المرضى داخل العيادات أو المراكز الصحية، ويقدم خدمات توعوية وعلاجية بسيطة دون تدخلات جراحية أو صناعية معقدة. حيث يتفاعل الأخصائي مع جميع فئات المجتمع، سواء كانوا مرضى أو أصحاء، بهدف الوقاية وتثقيفهم بكيفية العناية بأسنانهم.
التعويضات السنية وصحة الفم: الفرق في الأهداف
- التعويضات السنية يهدف إلى استعادة وظائف الفم والمظهر الجمالي بعد فقد الأسنان.
- صحة الفم تركز على الوقاية والتوعية، ومحاولة تجنب وصول الحالة إلى فقدان الأسنان أو تطور المرض.
التعويضات السنية وصحة الفم: ما أوجه التشابه بين التخصصين؟
هناك بعض نقاط التشابه التي يجب أن ننوه عنها بين التخصصين، التعويضات السنية وصحة الفم.
حيث يتشابه التخصصان في:
- كلا التخصصين من الفروع المهمة لتخصص طب الأسنان.
- كلا التخصصين مطلوب بشدة في سوق العمل على المستوى المحلي والعالمي.
- يهدف التخصصين إلى تعزيز صحة الفم وجودة حياة المريض.
- كلا التخصصين يتطلب معرفة بأساسيات طب الأسنان وتشريح الفم.
التعويضات السنية وصحة الفم: أيهما أفضل؟
لا يمكن الجزم بأن أحد التخصصين أفضل من الآخر، فلكل منهما مميزاته وطبيعته الخاصة. يعتمد الاختيار بشكل كبير على:
- اهتمامات الطالب: هل يحب العمل اليدوي الدقيق في المختبر، أم يفضل التواصل المباشر مع الناس؟
- الهدف المهني: هل يرغب في العمل خلف الكواليس في تصميم التركيبات، أم أن له شغف بالتثقيف الصحي والوقاية؟
- السوق المحلي والفرص المتاحة: بعض الدول أو المدن قد تحتاج إلى أخصائيي صحة فم أكثر، وأخرى قد تكون بحاجة لتعويضات سنية أكثر تطورًا.
ختامًا، يرجع اختيار التخصص الأنسب لك أنت!.. حيث يوفر التخصصان، التعويضات السنية وصحة الفم، فرص عمل وراتب مجزي. لكن الاختيار يتوقف على ميولك واهتماماتك، فإذا كنت تفضل دراسة كيفية تجميل الأسنان وتعويض الأسنان المفقودة وغير ذلك.. فتخصص التعويضات السنية هو الأفضل لك. أما إذا كنت ترغب بدراسة كيفية الوقاية من أمراض الفم والحفاظ على صحة الفم والأسنان، فعليك بدراسة صحة الفم والأسنان. حيث يعتبر كل من تخصص التعويضات السنية وصحة الفم من التخصصات المهمة والداعمة لطب الأسنان العام، ولا غنى عنهما بشكل عام. يعمل التخصص الأول على إصلاح ما فُقد أو تضرر، بينما يسعى الثاني إلى الوقاية وحماية الفم قبل حدوث الضرر.